بسم الله
الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد. فهذا تخريج لحديث مشهور وهو حديث:
أما بعد. فهذا تخريج لحديث مشهور وهو حديث:
"مَنْ جَعَلَ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا
كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْهُ الْهُمُومُ لَمْ يُبَالِ
اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا هَلَكَ"
هذا
الحديث أخرجه ابن ماجه (257) من طريق عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ
الضَّحَّاكِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
وهو
حديث ضعيف جدا فيه إسناده نهشل وهو ابن سعيد الورداني البصري. وهو متروك، قال
إسحاق "كان كذابا" وقال يحيى "ليس بثقة" وقال أيضا "ليس
بشيء" وقال النسائي متروك الحديث.
وهذا الحديث مما أنكر عليه، قال ابن أبي حاتم في العلل
(5/128) "
وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شهاب بن عَبَّاد عن مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ
العَبْدي، عَنْ عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْري، عَنْ نَهْشَل،
عَنِ الضَّحَّاك، عَنْ عَلْقَمَة والأسودِ قالا: قال عبد الله: لَوْ أنَّ أهلَ
الْعِلْمِ وَضَعُوا العلمَ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا أهلَ زمانهم، ولكنَّهُ
وضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا من دُنياهم؛ سمعتُ نبيَّكم ‘ يَقُولُ:
مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، كَفَاهُ اللهُ سَائِرَ هُمُومِهِ، ومَنْ
ذَهَبَتْ بِهِ الهُمُومُ أَحْوَالُ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللهُ فِي أَيِّ
أَوْدِيَتِهَا سَلَكَ ؟
فسمعتُ
أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ونَهْشَل بْن سَعِيد متروكُ الحديث" انتهى
وذكره
ابن عدي في الكمال (8/324-325) من ضمن مناكيره.
وأخرجه
الآجري في أخلاق العلماء (92) من طريق طريق شعيب بن أيوب حدثنا عبد الله بن
نمير أخبرنا معاوية النصري عن الضحاك بهذا الإسناد ولم يذكر فيه نهشل.
وشعيب
بن أيوب هو الصريفيني وهو صدوق كما قاله الحافظ في التقريب.
ولكن خالفه محمد بن بشر كما في العلل لابن أبي حاتم (5/128)
ولكن خالفه محمد بن بشر كما في العلل لابن أبي حاتم (5/128)
ومحمد
بن عبد الله بن نمير كما في سنن ابن ماجه (257)
وأبو
بكر ابن أبي شيبة كما في المصنف لابن أبي شيبة (345)
ومحمد
بن عمر الكندي كما في مسند البزار (1638)
والحسن
بن علي الحلواني كما في شعب الإيمان (3/312)
فكلهم
رووه عن عبد الله بن نمير عن معاوية النصري عن نشهل به. ولا شك أن رواية هؤلاء هي
المحفوظة.
وللحديث
طريق أخرى أخرجه الحاكم في المستدرك (7934) والبيهقي في الشعب (12/541)
من طريق يحيى بن المتوكل عن عمر بن محمد بن زيد العمري عن نافع عن ابن عمر به.
وهذا
الحديث ضعيف ففي إسناده يحيى هذا وهو أبو عقيل بن المتوكل المدني مولى العمريين،
ضعفه جمع من الحفاظ كما في ترجمته من تهذيب الكمال.
وصححه الحاكم فقال "حديث صحيح
الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال "أبو عقيل يحيى بن المتوكل ضعفوه." انتهى
وانظر مرعاة المفاتيح للعلامة المباركفوري ) 352-352/1)
وأخرجه
وكيع بن الجراح في الزهد (360) من طريق العمري عن عبد الوهاب بن بخت عن سليمان بن
حبيب المحاربي مرسلا. وهو مرسل ضعيف في إسناده العمري هذا وهو المكبر عبد الله بن
عمر العمري وهو ضعيف. ومحقق الكتاب جعله عبيد الله العمري مصغر الاسم. وليس هو
بعبيد الله لأن وكيعا لم يسمع من عبيد الله العمري، كما قاله الإمام أحمد كما في
العلل لابنه عبد الله (1/147).
وأخرجه
أبو نعيم في الحلية (3/151) من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عزية عن محمد بن
المنكدر مرسلا. وهذا أيضا مرسل ضعيف في إسناده يحيى بن أيوب وهو المصري الغافقي.
قال أحمد "وهو سيء الحفظ" وقال أبو حاتم "يكتب حديثه ولا يحتج
به" قال ابن سعد "منكر الحديث" وقال الدارقطني "في بعض حديثه
اضطراب" وقال أحمد "يحيى بن أيوب يخطئ خطأ كثيرا" انظر ترجمته من تهذيب
التهذيب للحافظ.
فهذان المرسلان ضعيفان، وعلى هذا فلا يصلحان في الشواهد والمتابعات.
فهذان المرسلان ضعيفان، وعلى هذا فلا يصلحان في الشواهد والمتابعات.
فالحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
كتبه الفقير إلى الله
أبو الحسن علي
بن محمد الصومالي.
4/جمادى الأولى/1437