إجماع السلف على تحريم الخروج على الحكام الظلمة
يقول الإمام أبو عثمان الصابوني ( ت 499 هــ ) في كتابه "عقيدة أصحاب الحديث " ص106 ما نصه :
( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا ويرون الدعاء لهم بالتوفيق والصلاح ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف ) .
ويقول الإمام الطحاوي في " شرح العقيدة الطحاوية " ( 2/ 540) : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل – فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة .. ) .
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ( 12/ 229 ) : ( وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين ) .
ونقل الحافظ ابن حجر الإجماع في فتح الباري ( 13/ 7 ) عن ابن بطال فقال : (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء .. ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح)
. وقال ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) :
« ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين » انتهى .