الأحد، 2 مايو 2010

ميزة الفتوى الحموية الكبرى على باقي رسائل شيخ الإسلام للشيخ محمد أمان الجامي

تفريغ المقطع:

و هذا الكتاب أو هذه الرسالة(1) لشيخ الإسلام تمتاز على غيرها من رسائل شيخ الإسلام بميزة لا توجد في غيرها من الرسائل , أقول من الرسائل لا من الكتب أي لا من الكتب المطولة كالمنهاج و لكن بالنسبة للرسائل كالواسطية و التدمرية و غيرها فالفتوى الحموية تمتاز بميزة خاصة , إذ سلك شيخ الإسلام مسلكا لم يسلكه في أي رسالة من الرسائل المذكورة و غيرها , أحس شيخ الإسلام عندما ظهر في القرن السابع الهجري بدمشق في مجتمع حصلت فيه إلحادات و انحرافات و تعطيل و تحريف لنصوص الصفات و كثرت الطوائف و اضطر شيخ الإسلام أن يجابه تلك الطوائف كلها طائفة طائفة , فناظرها و نازلها و عرف ما عندها , و في الوقت الذي ظهر فيه شيخ الإسلام كاد أن ينسى الناس منهج السلف على أثر تلك المحنة التي أصيب بها إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل , و شردت تلك المحن الناس و تفرق أهل السنة في أنحاء الدنيا و غلب علم الكلام بدءا من الاعتزال و الأشعرية على الجو الإسلامي , فظهر شيخ الإسلام في هذا الجو , فدرس قبل أن يظهر العلوم المعقولات التي عرف بها أهل العصر و قد تمكن من الكتاب و السنة و آثار السلف فجمع بين المعقولات و المنقولات , و نزل الميدان و صدع بالحق و دافع عن منهج السلف فأظهره بعد أن خفي أو نسي أو تجاهله بعض الناس خوفا على أنفسهم , و لما لاحظ شيخ الإسلام أن أكثر الناس يجهلون منهج السلف رأى أن يسلك في هذه الرسالة منهجا جديدا و مسلكا خاصا بأن يجمع آيات الصفات و أحاديث الصفات في هذه الرسالة ثم يتبع ذلك بكلام الصحابة ثم كلام التابعين و علماء تابعي التابعين ثم كلام أهل العلم جميعا حسب اطلاعه - واطلاعه كان واسعا - و لو كان القائل لم يكن على منهج السلف الصالح و لكن إن وجد عنده حقا يؤيد ما عنده فيتفق مع منهج السلف ينقل كلامه و لو كان صاحب الكلام من أهل الكلام أو من المتصوفة نظرا لأن الحق ضالة المؤمن أخذها حيث وجدها(2) كما أن صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها في يد العدو في يد الصديق في أي مكان كذلك الحق ضالة المؤمن يأخذ الحق حيث وجده فنقل شيخ الإسلام كلاما طيبا و جيدا و متماشيا مع منهج السلف من بعض المتصوفة و كبار المتصوفة و لكنهم أهل علم و كذلك بعض من في كلامه شطحات و بعض انحرافات كالمحاسبي الذي تقدم كلامه كان المحاسبي معاصرا للإمام أحمد بن حنبل و كان الإمام يحذر تلامذته من مجالسة المحاسبي و مع ذلك لما رأى شيخ الإسلام في كلامه كلاما حسنا مناسبا لمنهج السلف في هذا الباب نقل كثيرا من كلامه. اهـ.



(1) أي الفتوى الحموية الكبرى
(2) قال الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول حفظه الله في كتابه (شرح قول ابن سيرين إن هذا العلم دين):
أن هذه المقولة جاءت في خبر ضعيف جدا مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها) أخرجه الترمذي في السنن (5\51 رقم 2687) و ابن ماجه في السنن (2\1395 رقم 4169) و ابن حبان في المجروحين (1\105) و من طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1\94 رقم 114) من طريقين عن إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.قال أبوعيسى (و هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه و إبراهيم ابن الفضل المدني المخزومي يضعف في الحديث من قبل حفظه)اهـ.
و قال ابن الجوزي (هذا حديث لا يصح,قال يحيى:إبراهيم ليس حديثه بشيء)
و قال المقدسي في ذخيرة الحفاظ (4\1926):(إبراهيم هذا متروك الحديث)اهـ. و ضعفه ابن مفلح في الآداب الشرعية (2\112) و ضعفه جدا الألباني في ضعيف الترمذي (رقم 2687)
ثم قال الشيخ أحمد بازمول (الثاني:أن هذه الجملة ليست على إطلاقها,بل فيها تفصيل,فليس كل أحد يصلح أن يقرأ الكتب المنحرفة) ثم ذكر أقوالا لأهل العلم تؤيد هذا المعنى و لمن أراد الاستزادة الرجوع إلى الكتاب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق